علاج السمنة وجراحات السمنة المفرطة

يلجأ العديد من الأشخاص المصابين بالسمنة إلى إتخاذ العلاج الجراحي لسهولته بالنسبة لهم ، لعدم قدرتهم على الإلتزام بإتباع نظام غذائي صحي مع ممارسة التمارين الرياضية المرهقة ، ولا ننصح بالعلاج الجراحي في معظم الحالات ، لكنه قد يكون مطلوب لدى بعض الأفراد وسنعرض في هذه المقالة لأهم الطرق العلاجية الجراحية لمرضى السمنة .

أنواع جراحات السمنة

يحدد الطبيب نوع الجراحة الملائم لحالة المريض ، ومدى إمكانية القيام بالعملية من عدمها

1. المجازة المعدية : تعمل على تقليص حجم المعدة إلى أكثر من 90 % ، مما يجعل المريض يشعر بالشبع من تناول كميات صغيرة من الطعام ، وتقلل أيضا من الشهية ، ويرجع ذلك إزالة الجزء من المعدة الذي يحفز إفراز هرمون الجوع ، وتتم هذه الملية عن طريق المنظار أو عملية مفتوحة ويكون المريض تحت تأثير التخدير الكامل .

وفي عملية المجازة المعدية يتم تحويل الجزء العلوي من المعدة إلى جيبة صغيرة بحجم البيضة ، يتم قطع الأمعاء الدقيقة ويرتبط أحد أطرافها بجيبة المعدة ثم يتم ربط الطرف الأخر بالأمعاء الدقيقة ، وتصبح على شكل حرف Y ، وتتميز هذه العملية بسرعة فقد الوزن خلال عامين بعد الجراحة بنسبة تتراوح بين 60% إلى 70% وتحافظ على وزن المريض ثابت لأكثر من عشرة سنوات ، وتشفي نسبة كبيرة من مرضى السكري تصل إلى 80% .

ولكنها تعد من أصعب أنواع الجراحات الخاصة بالسمنة ، وقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل نقص الفيتامينات والمعادن مما يجعل المريض يتناول المكملات الغذائية مدى الحياة .

2. تطويق المعدة : تعرف أيضا بعملية ربط المعدة ، وتتم عن طريق المنظار ، ويتم فيها وضع حلقة حول المعدة لتقلل مساحتها وكمية الطعام الداخلة إلى المعدة ، وهي أسهل من العملية المجازية وأقل خطورة ، لكن من عيوبها أن كمية الوزن الذي يخسره المريض يتوقف على حجم إرادته وعزيمته ، فهل لا تقلل من إحساس المريض بالشبع وإنما تقلل من كمية الطعام فقط ، فإذا تناول المريض الكثير من السعرات الحرارية في صورة سائلة أو لينة لن يستطيع أن يفقد الوزن .

يتم تعديل حجم الحلقة بإستخدام الحقن أو سحب المياة المالحة عن طريق قناة مزروعة تحت الجلد ، ومن مزاياها أنها تحتاج إلى وقت أقل ولا يتم عمل جراحة مفتوحة ، ومضاعفتها أقل كما يمكن إزالة الحلقة إذا شعر المريض بالتعب .

ويعيب هذه العملية أن المريض قد يتقيأ إذا أكل كميات كبيرة بسرعة أو قد تكون الفتحة أسف المعدة ضيقة ، كما يمكن أن  تنزلق الحلقة مما يتطلب عملية جراحية أخرى لإزالتها ، ويفقد المريض وزن أقل من المفقود في عملية المجازة المعدية .

3. تكميم المعدة : وهو يعتبر بديل للجراحتين السابقتين حيث تجمع بين مميزات كل منها ، ويتم فيها تحويل المعدة إلى أنبوب ضيق ، وتتميز بأن حجم المعدة يتقلص ومن الصعب توسعها مرة أخرى ، واقل خطورة من المجازة المعدية وربط المعدة حيث لا ترتبط بإذخال أي عضو إلى المعدة ، ويفقد المريض نسبة كبيرة من الوزن وتمكنه من السيطرة على كمية الطعام التي يأكلها .

ومن أهم عيوبها التكلفة العالية ، وليس هناك رجعة فيها ، كما أن المريض يفقد وزنا أقل من جراحة المجازة المعدية .

لا ينصح بجراحات السمنة إلا في حالات السمنة المفرطة التي لا تستجيب لأنواع العلاجات الأخرى ، أو في حالات السمنة المعتدلة التي تسبب مشاكل في التنفس أثناء النوم أو تؤدي إلى إصابة المريض بالسكري أو أمراض ضغط الدم .

بعد العملية

تقل شهية المريض للطعام في الأشهر الأولى من العملية ، وإذا تناول كميات كبيرة بسرعة تمتلئ معدته مما قد يسبب القئ أو الشعور بألم في البطن والصدر ، وتم تناول بعض أنواع الفيتامينات خاصة فيتامين B12 , D ، وأيضا يحصل المريض على بعض المعادن مثل الكاليسيوم والحديد ، وبعد عام من الجراحة تزداد شهيتك للطعام .

على المريض أن يتابع مع المريض مضاعفات العملية فقد يتكون حصوات على الكلى أو المرارة ، أو حدوث قرح في الكلى  ، وقد يحتاج المريض إلى إزالة الجلد المترهل .